علموا أولادكم

علموا أولادكم

*الا تعلمون أن أقدم خطيئه عرفها الانسان هي خطيئه القتل .. عندما قتل إبن آدم أخيه .. لتكون دماءه هي أول دماء أريقت غدرا وغيله في تاريخ البشريه ..

*وهذا من الثوابت التي لايختلف عليها إثنان ممن يؤمنون بالله واليوم الآخر .. أو أصحاب الديانات السمائيه ..

*ولكن إسمحو لي أن أقول لكم .. كلكم مخطئين .. فالقتل هو ثاني خطيئه وليست الأولي .. لأن هناك خطيئه إرتكبت قبل القتل .. الا وهي خطيئه الكُره ..

*نعم .. كره إبن آدم اخيه وحقد عليه .. وهذا الكُره هو الذي دفعه ليقتل .. فعندما كره قتل ولم يقتل لأنه يحب ..

*هكذا أقول لكم .. هناك منظور أو تعريف تعلمناه وتوارثناه عن الخطيئه .. وهو عمل أو فعل نفعله بإراده واعيه .. سواء شئنا أو إضطررنا .. ولكن نفعله بإراده واعيه .. وهو مخالف للإراده الالهيه ونواهيها لنا .. وهي ما يمكن أن نسميه خطيئه الجسد ..

*ولكن هناك شيئ آخر مختلف .. أو خطيئه أخري مختلفه غير منظوره .. ولا تحاسب فاعلها القوانين الوضعيه .. وهي ما يمكن أن نسميه الخطيئه المُستتره أو خطيئه النفس .. *وهي أيضا فعل .. نفعله بإراده غير واعيه هذه المره .. ولكننا لا نستشعرها ولا ندرك كنهها لأنها خطيئه النفس والروح .. وهي بذلك خطيئه أشد فتكا من خطيئه الجسد ..

*لأن خطيئه الجسد يمكن التراجع والتوبه منها .. ولكن خطيئه النفس لاتراجع ولا توبه عنها لأننا ببساطه .. نشعر حيالها بأننا لا نرتكب خطيئه منظوره .. أي فعل ظاهر ..

*ونحن نعلم أن الله مطلع علي السرائر والقلوب وما تخفي الأنفس والصدور وبالرغم من ذلك نقف في حضره الله ونركع ويسجد ونصلي ونطلب من الله أن يتقبل منا !!

*هذه الفطره التي فطرنا أنفسنا عليها .. وهي ليست من الفطره الربانيه الطاهره النقيه في شيئ ..

*ومن خطايا النفس الغير محسوسه أو منظوره ..

*الكُره .. والحقد .. والغيره .. والحسد .. وشهوه الانتقام .. والتكبر .. والغرور .. والانانيه وغيرها الكثير والتي لا يتسع المقام هنا لذكرها كلها ..

*وهذه النوعيه الخفيه من الخطايا .. إن لم تدفعنا لارتكاب خطايا منظوره .. فهي علي الأقل تدمر دواخلنا .. وتفتقدنا السلام الداخلي والهدوء النفسي .. لأن نفوسنا تكون محمله بكم كبير منها .. مما يجعل تلك النفوس حائره قلقه متوتره .. لاتري للراحه والسكينه طعم أو معني .. ويعيش الانسان حياته معذبا علي الأرض .. ليس بأسباب خارجيه ولكن لأسباب نابعه من الذات من الداخل ..

*وهنا لا نكتفي بأن تسقم نفوسنا بما تنوء به من كل ما سبق .. بل نعلمها ونلقنها لأولادنا لنبتتنا الغضه .. ليتحولوا بمرور الوقت الي صوره كربونيه لنا .. الي مسخ نفسي مشوه بالكُره والحقد والغيره .. الي آخره

*لذلك أقول .. لكم ربوا أولادكم .. وإزرعوا فيهم قيم الحب والخير والسلام ..

*علموهم حب الجمال .. لا تقتطف ورده أمام إبنك لأنك إن أحببت منظرها ورائحتها فغيرك أيضا يحب منظرها ورائحتها .. وأنت بفعلتك هذه تحرمه من هذا الحق وتُقبح المكان .. فان ظلت الورده علي غصنها سيراها الجميع ويشم رائحتها ولست أنت وحدك .. وهنا سيتعلم إبنك منك حب الجمال ..

*لا تزرع الكُره داخل إبنك تجاه الآخرين أو المجتمع .. حتي لا يدمر نفسه ويدمر مجتمعه ..

*علمه أن يكون شجاعا في مطالبته بحقه .. والذي يحق له .. بالعدل .. ولا تنمي في داخله شهوه الانتقام .. لأن المنتقم جبان .. يكمن لمن يراه أنه غريمه ولا يواجهه ..

*ربي فيه حب العدل .. ولو علي أبيه .. ولا تعلمه المحاباه للباطل ..

*لا تجعل إبنك يشتهي ما لا يملك .. حتي لا تحسد عينه الآخرين ..

*لا تظهر أمام إبنك بمظهر المتكبر في خيلاء فارغه .. حتي لايصبح مغرورا ويمشي في الأرض مرحا ..

*لأنك أنت .. وأنت فقط المسؤول عن هذه النبته الغضه التي هي أبنك أمام الله ..

*لأنك أنت من ترويها قيم ومبادئ .. أو ترويها السم الزعاف

* اللهم قد بلغت .. اللهم فإشهد ..

مجدي المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق