الضمير

الضمير …

كلمه صغيره في احرفها كبيره في معانيها نرددها كثيرا ودون ان نشعر لها بمعني واضح لأن الرؤيا مشوشه والصوره مهتزه مهترئه في مجتمعات تتقاذفها امواج وتيارات فكريه متناقضه تمام التناقض....

والضمير لدي من يؤمنون بالله .. "لأن ايضا من لا يؤمنون بالله لديهم ضمير ولكن بمسمي اخر" ..

هو صوت الله الناطق في ارواحنا والذي يستصرخنا وينهانا عن كل ما يخالف الفطره التي فطرنا عليها تلك الفطره السليمه السويه الطاهره النقيه بصفاء ونقاء الارواح الملائكيه....

ولكن هذا الصوت القادم من اغوار الروح هل يجد له اصداء داخل النفس؟؟؟؟؟

سؤال ربما يكون عسير الفهم لدي الكثير من البشر لان البشر هنا ينقسمون بالنسبه للضمير....

فمنهم من يخشع خشوعا زليلا ويبكت النفس علي ما اقترفت ويتوب وينوب...

ومنهم من يحاول جاهدا ان يتشاغل ويتهرب من ذلك الصوت حتي لا تعلوا وتيرته...

ومنهم من تتشاجر نفسه مع روحه مبرره افعالها محاوله ان تجد المخرج الذي ترضي به طبيعتها …

ومنهم من قتل وامات ذلك الصوت الي الابد راضيا قانعا بما يحياه من فطره فطر نفسه عليها واقنع نفسه بها واقتنع بانه ليس بالامكان ابدع مما كان...

ولكن يبقي الضمير في كل الاحوال ناطقا طالما بقي النفس يدخل ويخرج وطالما ظلت عطيه الله للانسان التي هي الروح قابعه في الجسد ولم تعد الي بارئها بعد …

ولكن النوع الاخير من البشر الذي قتل وامات صوت الضمير الذي في داخله انتشر واستشري وتوغل في كل مكان واصبح هو المسيطر علي مقاليد كثير من الامور وهو اللاعب الاوحد علي الساحه … لا وبل اصبح هو المثل والقدوه في زمن تغيرت فيه المثل وتبدلت فيه المعايير واصبح حجم النجاح مقترن بغياب الضمير فاصبح النوع الاول من البشر والذي كان يخشع خشوعا ذليلا ويبكت النفس هو من تدوسه الاقدام وتهيل الايادي علي وجهه التراب فاصبح اشعث اغبر اسود الوجه وان كان ابيض الروح نقي السريره .. وربما لا يجد قوت يومه...

يموت كل يوم وهو يري انعدام بل وموت الضمير يحيط به من كل صوب وحدب في العامل وفي الصانع وفي الطبيب وفي المهندس وفي التاجر وفي الزارع وفي رجل القانون وفي رجل الاعمال وفي البائع وفي الموظف وفي كل شيئ ولا يملك حياله من سبيل...

وهو لا يستطيع ان يغير المنكر بيده ولا حتي بلسانه اما قلبه فقد اعتل من كثره محاوله تغيير المنكر بقلبه...

واضيقت الدنيا علي صدره وضلوعه وانفاسه ضيق البرزخ فلم يعد بامكانه اي شيئ الا ان يميت ضميره او يموت هو …

لانه يحلم كل يوم بان يكتشف العلم الحديث طريقه لتركيب ضمائر للبشر ….

فهل يتوصل العلم يوما لهكذا اختراع ونجد في كل مدينه مصنع للضمائر يقوم بتركيب ضمائر للبشر بكود سري لا يمكن من ازالتها ؟؟

مجدي المصري

هناك تعليقان (2):