هي قصه قصيره

اخيرا .. تمددت علي الكرسي الوثير في الشرفه المطله علي البحر .. مرتديه اجمل وابهي ملابس لديها والتي تظهر جمال جسدها وانوثتها .. ومكياجها وعطرها الاخاذ …. كم كان يومها شاقا فقد استيقظت في الصباح الباكر وركبت سيارتها وسافرت ساعات طوال حتي وصلت الي المدينه الساحليه حيث الشاليه الذي تملكه علي البحر وطيله الطريق تستمع الي مطربتها المفضله وباقه من اغانيها العاطفيه التي كلما تستمع اليها تفيض عواطفها … ومنذ ان وصلت بالسياره الي اول الطريق السريع الطويل وهي تسترجع ذكرياتها.... كيف بدأت اعجابها بشخصيته وكيف بدأت تتابعه في صمت ودون ان يشعر بانها تراقبه … طريقه حديثه … لفتاته … مواقفه … كيف يفرح … كيف يحزن … كيف يختار ملابسه … العطر الذي يستعمله … ثقافته … شخصيته المرحه المحبوبه... الشعر الابيض الذي بدأ يزحف علي رأسه … حتي احذيته كانت تتابعها وكلما تبدلت اغنيه كلما ارتعش جسدها كله وتدفق الادرينالين الي كل خليه من خلاياها محدثا اثاره غير عاديه ..... تذكرت كيف ان الفضول الذي اعتراها في البدء تحول تدريجيا الي متابعه دقيقه... ما هذا هل هو اعجاب ؟؟؟ عندما سألت نفسها …. اجابت ولما لا ما هو الضير ان اعجبت به فهو رجل يدعوا الي الاعجاب تذكرت اول مناقشه جديه دارت بينهما... عندها كان هو يتكلم باسلوبه الساحر وهي تذوب بين كلمات شفتيه حتي انه سألها عده مرات اين انت ؟ اثناء المناقشه … حتي شعر كل من حولهما بان عقلها مشغول بحدث جلل تذكرت كيف لم تري جفونها النوم في ليلتها تلك والتي اعلن فيها قلبها انه يحبه وكل نبضه من نبضاته تدعوه وتناديه لمبادلتها حبا بحب..... تذكرت انها اشترت خط موبايل اخر وخصصته له هو وحده لتتصل برقمه فقط لتستمع لصوته وتغلق الخط او ترسل منه رساله بها كلمه واحده فقط .... احبك وكلما حاول الاتصال بها لمعرفه شخصيتها لا ترد .. حتي لو اتصل من رقم اخر .. فهذا الرقم لا يعرفه سواه .. لا يطلب احد سواه هو له هو فقط … تذكرت عندما عرفت ان لديه مشاكل مع زوجته عندها تمنت لو تستطيع ان تضمه الي صدرها بكل حنينها واشتياقها … تمنت لو انه طلق تلك المرأه التي هي زوجته .. التي لا تعرف قيمه هذا الرجل الذي تتمناه كل امرأه … تمنت ان تأخذه لنفسها فقط وتغلق عليه الف باب حتي لا تراه امرأه اخري... تذكرت كيف كان حزنها عميقا عندما علمت ان الناس تدخلوا واصلحوا بينه وبين زوجته … تذكرت موت الامل في ان يصبح حرا وينتهي ارتباطه بالمرأه الاخري …. تذكرت كيف حاولت نسيانه .. انتزاعه من بين ضلوعها .. كم ليله قضتها تبكي وهي تشعر بانه المستحيل لانه لم يعد في قلبها بل هو في دمائها وهي مدمنه له … تذكرت كيف كانت احلامها بقضاء الليالي معه يجريان كطفلين يلهوان ثم يتبادلان كؤوس الحب من شفتيهما .. كيف كانت تستيقظ من احضانه لترتمي في احضانه .. كيف عاشت اياما وليالي طويله تتمني وتحلم بذراعيه تحتضناها وتعبثان بجسدها الذي يتحرق شوقا اليه تذكرت كلما استجمعت قواها وقررت ان تفصح له عن مكنونها وكيف كانت شجاعتها تخونها في اللحظه الاخيره لتتراجع مقهوره وتبكي بكل جوارحها علي الليالي التي تقضيها بعيدا عن انفاسه التي تستنشقها امرأه اخري ترقد بجواره تشاركه وسادته.... تذكرت عندما جاءتها فرصه العمر ومنه هو .. هو الذي بادءها بالكلام .. هو الذي قال لها انه يشعر بالاكتئاب وان نفسه عليله اذا فهي الفرصه التي وان ذهبت لن تعود مره اخري... كل الاجراس دقت في رأسها بما يشبه الطنين الهائل فبادرته بالهجوم بانه يحيا ويعمل كالاله وليس كبشر وان استمر علي هذا المنوال فلن يعمر كثيرا سوف يصبح مستودعا لامراض القلب والضغط والسكري.... لبدنك عليك حق .. صارخه .. فهل انت تعطي بدنك هذا الحق … فوجئ هو وتروع من شده انفعالها … فاحست انها زادت المعيار عن المطلوب … فخففت الحده قليلا وطالبته بان يستريح ولو ليوم واحد بعيدا عن كل شيئ العمل والاسره والمشاكل وكل شيئ ليجدد نشاطه وحيويته.... وعندما راقته الفكره سألها ولكن اين اذهب؟ …. اجابت بدون تردد اذهب واقض يومك في الشاليه الذي املكه علي الساحل واستمتع بكل لحظه في يومك.... وقبل ان يجيب بادرته حتي لايفكر... متي تستطيع الذهاب فاجاب الجمعه القادم استطيع ان اسافر يوم الخميس بعد انتهاء العمل و اصل مساء واقضي الجمعه واعود ليلا.... فقالت ليكن انا سوف اعود من هناك مساء الخميس سوف انتظرك هناك واسلمك المفتاح واعود انا..... وتذكرت كيف انها اكدت عليه الا يتأخر حتي تستطيع هي العوده وكيف تصنعت انها تذكرت شيئا هاما لتغادره حتي لا يفكر او يضيف شيئا اخر.... وافاقت من ذكرياتها عندما وصلت لمدخل المدينه الساحليه .. كاد النهار ان ينتصف لابد ان تسرع الي الشاليه لتنظيفه وترتيبه وتهيئه الجو الشاعري و العطر الاخاذ لتنفيذ خطتها التي وضعتها بكل دقه وبحثت تفاصيلها وتداعياتها ولم تترك اي صغيره او كبيره للظروف .. كل شيئ تم عمل حسابه لابد ان تقضي الليله بين احضانه... حلم الايام والليالي الطويله... وها هي تنتظر بين لحظه واخري وصوله.. تترك المقعد وتذهب الي الباب تفتحه ربما تري سيارته ثم تعود ثانيه .... حتي جاء رنين موبايلها فاسرعت اليه ووجدت رقمه .. انه هو ربما ضل الطريق الي الشاليه... لم تترك له الفرصه ليتكلم بادرت هي بالسؤال اين انت ؟؟؟ اجابها في عياده الطبيب …. ماذا ؟؟ ماذا حدث ؟؟ ابني مرض فجأه واخذته للطبيب واعتذر لن استطيع السفر... مجدي المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق