المال السايب

المال السايب... عفوا .. المال العام...

كان الفراعين قديما ومنذ الاف السنين يشيدون صروحا ظلت باقيه خالده حتي يومنا هذا....

فكان الفرعون يشيد قصرا او معبدا او حتي مقبره وكان في سبيل انجاز ذلك يحشد كبار مصممي ومهندسي وفناني وبنائي ذلك العصر ليخرج من بين افكارهم واناملهم صرحا يعد معجزه ليس بمقاييس ذلك العصر فحسب بل بمقاييس عصرنا الحالي ايضا وكان الفنان البارع يزين جدران هذا الصرح بالرسوم والنقوش والجداريات الزاهيه التي تصور بطولات وامجاد وعظمه هذا الفرعون ….

ولكنوأه من كلمه لكن هذه ..فبمجرد وفاه الفرعون العظيم يأتي فرعون اخر يخرب هذا الصرح العظيم الذي انشأه سلفه بان يزيل نقوشه وجدارياته وربما يهدم الصرح كله......

هذه الفعله البشعه ظلت تتوارث جيل ورا جيل حتي وصلت مصر المحروسه الي عصرها الحديث ولكن الامور تطورت لانه اليوم لا توجد معابد ولا مسلات ولا ملوك فراعين..

وانما يوجد فراعين صغار ورثه الفراعين الهادمين المدمرين والذين بدورهم طوروا هذا الجين الوراثي طبقا لمعطيات العصر ليصبح جين اهدار المال العام في دوله المؤسسات بلا غرو

ويصبح الفرعون الصغير اعني المسؤول الحالي يزيل نقوش ورسومات وجداريات المسؤؤل السابق من علي الارصفه والطرقات والاعمده والاشارات بل والمشروعات التي لم تكتمل بعد والتي بدأ التخطيط والعمل بها من قبل المسؤول السابق ليمحي كل اثر له وتبقي انجازاته هو الباقيه والظاهره للعيان الي ان يشاء الله ويأتي فرعون جديد ليزيل القديم

وهكذا دواليك.......

وكله من المال العام وبالمال العام الذي لو تم تجميع المهدور منه في عشر سنوات لكان كفيل ببناء دوله حديثه مكتمله المرافق والخدمات التي تيسر علي المواطن سبل الحياه الكريمه.....

ولان مصر دوله المؤسسات عفوا اقصد دوله الدفاتر ففي مصر اعقد جهاز اداري في العالم والذي تطلب بدوره تعدد الجهات الرقابيه والتفتيشيه والمحاسبيه والمتابعيه للمال العام وخط سيره ..فكان الجهاز الاداري من الذكاء بحيث ان خط سير المال العام مثبت بالدفاتر بطريقه منظمه مرتبه لا تستطيع شياطين الجن ولا شياطين الاجهزه الرقابيه ان تثبت ان هناك اي هدر او اهدار ..لا سمح الله ..في المال العام

فمثلا تنفق وزاره عده مئات من الملايين في دراسات جدوي وتصاميم ورسومات ثم انشاءات لمشروع ثم ملايين اخري للدعايه لهذا المشروع الحيوي الذي كما نقول بالمصري " حا يخلي العجوزه صبيه" للدلاله علي المنافع العظيمه له

ثم فجأه يقال الوزير فيتوقف العمل تماما في مشروع العجوزه الصبيه لفتره من الزمن حتي يأتينا الوزير الجديد بالخبر اليقين بان هذا المشروع ثبت مع الاسف انه لن يجعل العجوزه صبيه وبالتالي سوف يتم هدم ما تم اتمامه من البناء والاستفاده من ارض المشروع في انشاء مشروع اخر لتصنيع العمده الالي....

هكذا بكل بساطه وكل ما هو مطلوب من المواطن ان يبتسم فليس بالامكان ابدع مما كان والحمد لله الذي الهمنا حسن التدبير وتوفير باقي المبالغ التي كانت مخصصه لمشروع العجوزه الصبيه......

وان كان هذا علي مستوي الوزارات فالامر يتدرج نزولا بالمسؤولين حتي نري من ينشئ الارصفه الجميله وبعدها بعده اشهر يأتي من يزيلها لان الميول كان تجاه الاسفلت وبالتالي مياه المطر سوف تذهب الي نهر الشارع وهي المفروض بها ان تدخل الي مداخل المنازل لزوم التنظيف.... ونري الذي يزيل اعمده الاناره الجديده التي لم يمضي علي تركيبها اشهر لانه تعاقد علي صفقه العمر وهي عباره عن لمبات الاناره باعمدتها بخصم خمسه بالمائه....

ونري اخر يعيد رصف الطرق المؤديه الي منازل المسؤولين كل عده اشهر حتي يضمن استمراريه رضاهم عنه ولتذهب باقي الطرق الاخري المتحطمه الي الجحيم …..

وهكذا لو اردنا ان نكتب عن امثله اخري نحتاج الي موسوعه

والمهم ان كله مثبوت في الدفاتر انفاق وليس اهدار....

كما ان هناك ما يسمي بالعام المالي والذي بنهايته تعود كافه الاموال والمخصصات التي لم تنفق في اغراضها الي الموازنه الجديده وبالتالي يجب انفاقها في اي شيئ المهم ان لا يضيع المال العام علي الجهه المخصص لها بنهايه العام المالي وليس مهما علي الاطلاق اين يهدر ويظل نزيف المال العام بلا توقف حتي يأذن الله بأمره هو المالك لكل شيئ

اما تليفونات المال العام وسيارات المال العام وممتلكات المال العام وجمعيه اصدقاء المال العام … فلا املك سوي الانحناء تعظيما لعظمه المال العام الذي لا ينضب ابدا لانه يشترك في ملكيته ثمانون مليونا

ولا يسعني في الختام سوي ان اقول لكل مسؤول

اتقوا الله في المال العام

مجدي المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق