الزباله والخنازير

بمناسبه مولد الخنازير المنتصب الان في مصر تباري الكتاب والمسؤولين بل وكل من له ومن ليس له علي الاطلاق في ماراثون الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب والالكتروني وحتي الحلازوني....كل يلحق مكان يعرض فيه بضاعته قبل ان ينفض المولد وكل واحد يروح لحاله كما نقول بالمصري.

والبعض تكلم عن الانفلونزا والبعض تكلم عن الخنازير والبعض تكلم عن الانفلونزا والخنازير معا ووسط هذا الخضم لم يتكلم احد عن الزبالين اصحاب الخنازير …........

لذلك سوف يكون حديثنا اليوم عن مجتمع الزبالين وهو المجتمع الذي لا يعرف احد عنه شيئا سوي الصور التي عرضت في الجرائد وشاشات التلفاز او حتي بالشكل الذي نراه يطرق ابوابنا كل الصباح لاخذ الزباله سواء كانت في كيس او فرط يفرغها في الزمبيل الذي يحمله علي ظهره ثم يفرغه في عربته الكارو ذات الحمار الواحد او الكبيره ذات الحمارين والتي يأتي بها صباحا ويعود مساء من حيث اتي

ومجتمع الزبالين هو المجتمع الوحيد الذي يقدم خدمات جليله للبلد دون ان يتزمر او يطالب الحكومه بمميزات او يقوم بوقفه احتجاجيه او اضراب او يكون له تنظيم سري مما نراه اصبح موضه هذه الايام وانما يعمل بلا كلل او ملل في صمت و دؤب حتي انهم بكل جداره نجحوا فيما فشلت فيه شركات النظافه العالميه العملاقه والتي اقتنصت الملايين من دولارات الحكومه للقيام بنفس عملهم ولكن فشلت فعادت الحكومه اليهم صاغره علي استحياء....

والزبالون وان كان الناس ينظرون اليهم نظره صغار واحتقار بل وتأفف من منظرهم ورائحتهم وان كانت تلك الرائحه هي حصيله ما جمعوه من منازل الناس الا ان الله سبحانه وتعالي عوضهم عن كل ذلك بأن زود اجسامهم بجهاز مناعه عجيب ضد الامراض يستحق الدراسه العلميه نحسدهم نحن عليه كلما ضربتنا الامراض واقعدتنا......

ومجتمع الزبالين اذا تركنا المعلمين الكبار او الحيتان المليارديرات وما لهم من علاقات برؤساء الاحياء ومديري الادارات الهندسيه بل وبمسؤولين كبار لان هذا يحتاج مقال منفصل مطول

ولكن سوف نغوص في قاع هذا المجتمع فهم يتوارثون المهنه ويورثونها لاولادهم وهم من يعملون لدي المعلمين الكبار الذين يأخذون امتياز الجمع من المناطق والاحياء ويعمل لديهم الفئه الاولي "الجميعه" من الرجال الزبالين للجمع منها بيت بيت وشقه شقه ويعودون الي مناطق التجميع او الساحات المملوكه للمعلمين يفرغون بها حمولتهم وينتهي عملهم هنا ليبدأ عمل الفئه الثانيه "الفريزه" وهم اسر الزبالين من الاطفال والنساء وكبار السن الذين يقومون بعمليه فرز يدويه

يتم خلالها تجميع الزجاج في كومه والحديد في كومه والبلاستيك في كومه …. وهكذا

ثم يتبقي بعد كل هذا بقايا الاطعمه والتي يحملونها معهم الي منازلهم كاطعمه للخنازير التي يربونها والتي يعد ثمن بيعها الحافز لهم للاستمرار في هذه المهنه خاصه وان العائد الذي يتحصلون عليه من عملهم جنيهات قليله لا تغني ولا تسمن من جوع........

اما اكوام المخلفات كالزجاج والحديد والبلاستيك والخشب فهي التي تشكل ثروه المعلمين الغير محاسبه ضريبيا والتي يبيعها المعلمون للمصانع لاعاده تدويرها مره اخري......

اما الزبال البسيط فيتحصل علي يوميه بسيطه ولا يوجد له تامين صحي او تامينات اجتماعيه او معاش او اي ضمان ولكن فقط الخنازير التي يربيها علي فضلات الاطعمه والتي بعد ذبح الخنازير لن تجد اي مكان تذهب اليه سوي ان تترك هكذا في العراء للتعفن والتحول الي مزرعه عظيمه للاوبئه التي سوف تنقلها الرياح الي داخل القاهره الكبري وعندها فقط سوف تتحسر الحكومه علي الخنازير التي كانت تلتهم كل اطنان بقايا الماكولات التي يلقيها المصريون في القمامه بدون ان تكلفها شيئا....

مجدي المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق