جمله ظللنا نتذكرها سنوات طوال ولكن دون ان نفهم معناها..... وهذه الجمله لها قصه حقيقيه .........
فقد كان هناك خواجه يوناني من ملاك الاراضي الزراعيه قبل قيام ثوره يوليو المجيده ..... وكان يعمل لديه فلاح بسيط .. اي كان تابعه ... وهذا الفلاح كان مطيع جدا لايعرف سوي كلمه نعم وكلمه حاضر ياخواجه .... سنوات كثيره قضاها هذا الفلاح في كنف الخواجه سعيد وقانع بما هو فيه .. الي ان قامت الثوره .. وكان من بين قراراتها لكسب ارضيه شعبيه ... الغاء الالقاب .. والمساواه بين كل افراد الشعب .. وكانت الخطب الرنانه تحرك وجدان الفلاح البسيط حتي جاء يوم التمرد ... عندما طلب منه الخواجه القيام ببعض الاعمال المعتاده .. فاذا بالفلاح يرفض بشده ويرد علي الخواجه رد قاطع ... الثوره خلت الكل زي بعض ... يعني انت امير وانا زيك امير مفيش حد احسن من حد.........
فرد الخواجه بالجمله الخالده ...... خبيبي انت امير وانا امير طيب مين يسوج الخمير؟؟؟؟؟؟؟؟
لم تضع الثوره في حينها اجابه لهذا السؤال حتي وصلت الاحوال بعد نصف قرن من الزمان ... الي ان أجره الفلاح اليوم بلغت 40 جنيه عن نصف يوم عمل ينتهي في الساعه الواحده ظهرا .. ولابد من الحجز المسبق باسبوع علي الاقل ... واصبح الفلاح المصري اليوم يأكل من زرع غيره ... بدءا من الخبز الذي توقف عن تصنيعه في منزله ... فلم يعد هناك مكان في المنزل لتخزين الغله والذره كذلك لم يعد لدي الفلاحه استعداد لان تقضي يوما كاملا تخبز من كل اسبوع ... ليقف في طوابير خبز الحكومه ليحصل علي خبز له ولطيوره ومواشيه مدعوم من حكومه الثوره .... حتي الخضار اصبح يشتريه من اسواق المدينه
المهم .... لنترك الفلاح جانبا ونحكي قليلا عن الالقاب المصريه ..........
في العصر الملكي السابق كانت هناك القاب تخلع علي المصريين للتمييز الطبقي بينهم ... فكان هناك لقب "افندي" وهذا اللقب يعد مجاني ... فكل من يرتدي زيا أفرنجيا بلغه ذلك الزمان ... اي بنطلون وليس جلباب ..كعامه الشعب .. فهو افندي ... ولكن كان لابد من ان يرتدي الطربوش ... فالرأس المصري في ذلك الوقت لابد ان تكون مغطاه .... وعاري الرأس معاب ....فكل الشعب يلبس غطاء للرأس ... وهي اما العمامه او العمه لاهل الازهر .. وكانوا يسمون المعممون ... واما الطربوش للافنديه ... وكانوا يسمون مطربشون ..... أما باقي الشعب فيرتدي الطواقي بمختلف اشكالها والتي غالبا ماكانت مصنوعه من وبر الابل والاغنام .....
وكان جميع موظفي الدوائر الحكوميه .. والدوائر الخصوصيه .. وكذلك صغار ضباط الجيش والشرطه .. والمدرسين .. وحمله الابتدائيه القديمه .... كل هؤلاء يحملون لقب "افندي" .......
اما الرتبه الاعلي فكانت "بك" .... والبكاويه او بالبلدي البهاويه هذه الرتبه كانت تخلع علي المديرين العمومين ... والرتب الاعلي في الجيش والشرطه ... وكان كبار التجار .... وملاك الاراضي من الاثرياء يدفعون الرشاوي لموظفي القصر الملكي لتوضع اسمائهم في الكشوف الملكيه ....ليحصلوا علي هذا اللقب والذي يميزهم عن باقي التجار وعن الاقل ثراء ......
اما الرتبه الاعلي فكانت "باشا" أوالباشويه ..... وكان لقب باشا من الالقاب التي يهابها الجميع ... فهم كانوا طبقه الوزراء .... وكبار العلماء ....وحاشيه الملك ... وكبار الضباط في الشرطه والجيش .... بخلاف كبار الاثرياء ممن يملكون الاقطاعيات والدوائر
اما افراد الاسره الحاكمه اسره محمد علي فكانوا يحملون لقب "برنس" اي امير وذلك بالميلاد لاحد افراد الاسره .........
وكانت الاحصائيات في ذلك الوقت ... تشير الي ان 30% من الشعب يحمل لقب افندي ..... و 8% من الشعب يحمل لقب بك ... و 1% من الشعب يحمل لقب باشا ..... واليوم بعد مرور نصف قرن من الزمان علي قيام الثوره والغاء الالقاب ....... تشير الاحصائيات الي ان 98% من افراد الشعب باشاوات ...... فان سرت في اي شارع من شوارع مصر .... تسمع كلمه باشا مليون مره في اليوم .. فالعجلاتي باشا ... وسائق التاكسي باشا ... والسباك باشا .... والموظف باشا .. والمخبر باشا ... وامين الشرطه باشا ... والمدرس باشا .... والمهندس باشا ... والدكتور باشا .... ورجل الاعمال باشا ... والتاجر باشا ... والجاهل باشا .... والمثقف باشا ....................................................................................................
ليصل الحال الان الي كلمه واحده ياعزيزي كلنا باشاوات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق