لا تقل لي أنك حر .. أنت حقيقه "عبد" ولست بحر اطلاقا لأنه بون شاسع بين الاثنين أنت تتحدث وتتحرك في خيلاء ولكن في داخلك تخفي عبدا أبلق…

فالعبد اعتاد علي أن يلهب ظهره بالسياط ...اعتاد أن يخاف فان لم يخشي شيئا فهو "يفجر" وربما "يعهر" لأنه "عبد" والسياط هنا هو الفيصل والذي يجعله مثال للطاعه وهذا ما أراه فيك فأنت "فاجر" كالعبد تماما

فأنت لم تتعلم معني الحريه ولا قيمها وانما تعلمت وربيت نفسك أن تكون عبدا...لم يزرع فيك أبوك معاني وقيم الحريه وكذلك لم ترضعها لك أمك من ثديها وانما أورثوك "جينات" تدخل في كل خليه من خلايا جسدك هي جينات العبوديه والرق …... أما القيم الحقيقيه للحريه فهذا ترف لا تستطيعه ببساطه لأنك لا تتفهمه

أري أن وجهك قد امتقع من كلماتي هذه بل أراك محتقنا.. نعم أعرف أن حنجرتك سوف تعلوا بالصراخ …. وربما بالسباب لي وللكون كله … أعرف بأنك سوف تقول أنا حر بملئ فمك ..أنا حر..أنا أفعل ما أشاء وقتما أشاء ولا يستطيع أحد أن يمنعني أو يحجب حريتي

سوف أقول لك هذه هي أسمي غايات العبد أن يقول ذلك بل وأن يفعل ذلك أما الحر والذي يعرف قيم الحريه فانه يعرف تماما بأن له حريه أن يفعل ما يشاء ولكن هذه الحريه تتوقف عند حدود حريه الأخرين ولا تتعدي اطلاقا حريتهم ….أنت تكون حرا لأنك تعرف معني أن الحر هو من يحترم حريه الأخرين فان كان يرفض تماما أن يتعدي أحد علي حريته فبالأحري أن لا يتعدي هو علي حريه الأخرين..... لا تتشنج حتي لا يحدث لك مالا يحمد عقباه .. نعم ما اقوله لك صح عين الصواب وسوف أقول لك ماذا تفعل أنت … لأنك "عبد"

أنت ترفع صوت المذياع أو التلفاز الي الدرجه التي تؤذي بها كل من يحيط بك ولا تراعي أن لهم حق في الهدوء وأنهم لا يريدون أن يسمعوا ما تفرضه عليهم ليسمعوه … لأنك "عبد"

أنت تسير بسيارتك بعد منتصف الليل في وسط المساكن وتطلق سارينه مزعجه بل وترفع صوت مسجل سيارتك بالأغاني الهابطه دون مراعاه أن هناك أناس مرضي أو أناس نائمون يحتاجون الي الهدوء … لأنك "عبد"

أنت تسير في الشارع تتلفت يمينا ويسارا وتسخر من الماره أو تعاكس النساء وبالفاظ خادشه للحياء... لأنك "عبد"

أنت تشجع فريق كروي بتعصب شديد ومستعد أن تموت في سبيل فريقك المفضل وترفض حق الأخر في أن يشجع فريق أخر مغاير لفريقك أو أن ينهزم فريقك … لأنك "عبد"

أنت تتلصص علي جيرانك وتسترق السمع لأسرارهم... لأنك "عبد"

أنت مدمن الاستماع الي فضائح الأخرين ومروج للشائعات والأكاذيب بل أنت مختلق لها... لأنك "عبد"

أنت دائما تنتهك خصوصيه الأخرين وبكل بلاهه … لأنك "عبد"

أنت دائما تري نفسك الصواب بعينه وترفض أن يكون للأخرين نفس الحق في أن يروا أنفسهم علي حق أو صائبين ... لأنك عبد

أنت لا تقبل الأخر المخالف لك في الثقافه أو الفكر أو العقيده أو الدين بل وتطلب منه أن يقبلك ويتقبل ثقافتك أو فكرك أو عقيدتك أو دينك دون أن تعطيه الحق في أن يرفضك هو... لأنك "عبد"

كل هذا لا يمكن أن يتغير فيك بمحض ارادتك الا اذا سطر السوط فوق جسدك اسطر مختلفه الالوان … لأنك "عبد"

والأن هل عرفت واقتنعت بأنك عبد لأن التعامل الوحيد الذي يصلح معك هو معامله العبيد؟؟ والناس تقول بأن زمن العبيد قد ولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق