التاريخ والدين....
التاريخ ببساطه هو احداث وقعت في الزمن الماضي سواء القريب او البعيد وهذه الاحداث صنعها اناس يرقضون الان تحت الثري الذي طالما صالوا وجالوا عليه ولكن مهما طالت المده بهم انتهوا ولم يبقي سوي الشهاده علي الاحداث التي صنعوها وهذه الشهادات تدون بواسطه مؤرخين اما معاصرين او تاليين او بواسطه باحثين متخصصين حداثيين
وهذه الاحداث التي صنعت تواريخ يمكن النظر اليها من مناظير مختلفه فهي ممكن ان تكون مدعاه للفخار والتيه وممكن ايضا تكون سبب للعار فالتاريخ زاخر بالاحداث منذ ادم وحتي اليوم ولكن هناك احداث تعتبر تافهه لا يلتفت اليها احد وهناك احداث مهمه وهناك احداث مروعه وخاصه الحروب بكل ماتجلبه من دمار وهلاك بل وربما فناء لاقوام …. وما تجلبه لاقوام اخرين من سلب لارض واموال وسلطان
وتاريخ الحروب بصفه خاصه هو ما يستهوي الناس لانه يحكي قصص واسماء اباطره وملوك وقاده وامبراطوريات ودول وشعوب وقبائل غالبيتها اختفي من الوجود والقليل منها باقي ولكن تحت مسميات مختلفه والحروب بصفه عامه تعطي لها مبررات بالنسبه لمؤيديها تختلف تماما عن مسميات معارضيها فمن الممكن ان نسمي حرب "التحرير" وفي المقابل "التمرد”.... او ان نقول "الثوره" … وفي المقابل "العصيان" ….
فمثلا الاسكندر المقدوني الذي فتح العالم كله والحضاره الاغريقيه بكل عظمتها ومكتسباتها وثرواتها اين هي الان..... في داخل المراجع التاريخيه واطلالها في اليونان
والفراعنه العظام بكل عظمتهم ومكتسباتهم وثرواتهم واسرهم اين هم الان ايضا في المراجع التاريخيه واطلالهم في مصر
وغيرهم الكثير كالبابليين والاشوريين ومملكه سبا والرومان وغيرهم الكثير
ولكن تتبقي معضله اساسيه وهي التي يتوقف عندها الزمن الا وهي تقديس التاريخ وذلك بربط التاريخ بالدين وهنا فقط لابد من التوقف لان هذا الربط بين التاريخ والدين فيه اهدار للدين وتعظيم للتاريخ وتحريف له
لان الحرب حرب فيها باغي وفيها مدافع ..فيها منتصر وفيها مهزوم فان انتصر قوم فهذا النصر من عند الههم وان انهزموا فلابد من تبرير لان الاله لا ينهزم … وان اعملوا قتلا في الرقاب فهذه مشيئه الاله .. وهنا يصبح القتل مقدس وان قتلوا هم فهم في مرتبه عليا عند الاله … وان اقتتلوا فيما بينهم فكل طرف له مبرره الديني لابد ان يصبغ كل شيئ بالصبغه الدينيه
وهنا نصل الي مصطلح "حرب الدين" و"دين الحرب" فان كنت مؤيد فهذه حرب الدين ….. وان كنت معارض فهذا دين الحرب وهكذا دواليك
والحرب لها من يشعلها وهم القاده وهم من يصدرون قرار الحرب ويؤيدهم رجال الدين الموالين لهم لاضفاء طابع القداسه ونبل الغايه لتلك الحرب بتطويع النصوص الدينيه لخدمه هدف الحرب…
وللحرب وقودها وهم الاناس البسطاء الذين ياتمرون من القاده ويطيعون رجال الدين ليموتوا في الحرب عن قناعه وسعاده وهؤلاء البسطاء لايذكرهم التاريخ علي الاطلاق وانما يسجل فقط اسماء القاده بحروف من نور اما البسطاء فيكونوا محظوظين ان وجدوا من يواري سوءاتهم التراب في ساحه الوغي وفي احيان كثيره تترك جثثهم للضواري ولا هم يحزنون و زوجاتهم واولادهم سوف يجدون البديل لهم بكل سهوله
هذه هي سنه الامبراطوريات والممالك ….. ولكن بعد مرور السنين والقرون تاتي اجيال تقرا التاريخ فكيف تقراه؟؟
اناس تقرا التاريخ كنصوص مقدسه دون ان تتعلم من اخطاؤه وهم من يرتكبون افحش الخطايا في حق انفسهم وحق مجتمعاتهم لانهم يعيشون علي ذكريات الماضي التليد وبهذا لن يخطوا اي خطوه للامام وتمر حياتهم امام اعينهم دون مغزي
واناس يقرئون التاريخ بنظره موضوعيه عادله ومن خلال مؤرخين موضوعيين يكتبون دون تحيز لشيئ معين فالمورخ الذي يكتب من خلال وجهه نظر واحده قصيره النظر فهو يفقد هذا النظر ومن يقرا له يضل عن المعرفه ويزداد جهلا ويفقد ايضا النظر والنظره الموضوعيه
والسؤال الاهم علي الاطلاق
ماذا لو فصلنا الدين عن التاريخ وفصلنا التاريخ عن الدين؟؟؟؟
هنا فقط لن نجد دين الحرب ولا حرب الدين …. ستتحرر الاديان من عار الحروب وتبقي قيمها السمحه منيره هاديه للبشر
وسوف تتعري الحروب من شرعيه الغطاء الديني وينجلي للجميع وجهها القبيح وسوئتها الدميمه
ولكن هيهات كيف سيحكم القاده الشعوب؟ كيف سيجرونهم للحروب جرا؟
ماهو مصير رجال الدين المتخصصين في تخدير الشعوب؟
سوف يكون مقال كمقالي هذا بدعه وضلاله
وسبيقي الحال كما هو عليه وانا مجرد نغمه نشاذ وسط اللحن يتم اسكاتها وينتهي الامر ويبقي الحال كما هو عليه
الحروب الدينيه واديان الحروب.... وكفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق